TY - BOOK AU - Ridha,Mabrouk TI - في خدمة الآخرين (الجزء الأول) PY - 2022///. PB - Faculte de droit Sousse, N2 - ولد د. رضا مبروك بالمنستير، المدينة المعتبرة مقدّسة نظرا إلى مساهمة المرابطين بها في نشر الدّين الإسلامي والدّفاع عنه. والده أصله من اليمن من قبيلة بني تميم. كانت صحّته هشّة فتوفي شابا، لم يكن سن رضا آنذاك إلاّ خمس سنوات. رجعت أمّه ست الكل إلى المهدية قرب والديها ذوي الأصول القوقازية. كانت قد تعلّمت اللّغة الفرنسية في مدرسة الأخوات المسيحيات. ولمّا كانت المهدية شبيهة بالجزيرة المفتوحة على التبادلات انتفع المؤلّف بخصوصيات المدينتين المختلفتين لكن المتكاملتين. مرّر له والداه شغفهما بالقراءة أحدهما بالعربية والثانية بالفرنسية. هيّأه ذلك لاكتساب اللغات ومنها الإنقليزية. اختارت ست الكل أن يتعلم في مدرسة فرنكو-عربية في هبون hiboun وهي قرية بعيدة عن المدينة وأحبّت أن يكون قريبا من أبناء الفلاحين. وبنفس العقلية جعلته يتابع الثانوي في معهد كان فيه رفاقه من كامل أنحاء البلاد. سنوات الدّراسة من 1933 إلى 1954 وُسمت بمرحلتين مضيئتين، المعهد الصّادقي، مركز المعرفة والهوية الوطنية وهارفارد مركز العلم والتكنولوجيا. مكّنته منح أخرى من مراكز جامعية أوروبية وبالولايات المتحدة الأمريكية من تكوين كثير التنوّع. في 1955 جعلته نشوة حصول تونس على استقلالها يعود إلى الوطن محمّلا بدبلوماته وشهائده، وفي رأسه تدور فكرة إنشاء مؤسّسته لينقل إلى مواطنيه ما تعلّمه في الخارج. وبفضل ما اكتسبه من الساحة الفرنسية ومن الولايات المتحدة صار رئيس قسم بمعهد طب العيون بتونس ثم أستاذا بكلية الطبّ بتونس والتزم بالعمل كامل الوقت بالمستشفى كاشفا عن شغفه الموروث عن والديه: التعلّق بالمجتمع. حظي بممارسة النشاط الطبّي الاجتماعي الذي طالما انتظره، وسرعان ما توافد المتربصون والإطار شبه الطبيّ على قسمه. أسّس نادي البصر للمغرب العربي منجزا تلك الفكرة التي نشأت في الجزائر مع رفاق الكلية. فحقّق معهم الحلم المشترك بالوحدة الطبية المغاربيّة وكانت ملحمة فريدة هي فخر لأمتنا الشابّة. في سنّ متقدّمة صار يحسّ بسعادة عظيمة وهو يرى طبيب العيون سفيرا متجوّلا يمثل الطب التونسي، وفارسا ينشر النّور من أجل التعاون جنوب-جنوب. وهو على مشارف القرن من عمره ووفاءً منه لداعمه الأستاذ عبد السلام نظّم مرحلة دروس عنوانها دروس «السلام المغاربي» عن الدور الرّئيسي للعلوم البصرية لتنمية البلاد اقتصاديا واجتماعيا. فالإيمان القوّى مع الثقة بالقدُرات الذاتية مكّنه من إثبات لقبه كرائد للنهضة بطبّنا، بإنشاء مدرسة النّادي بعد عشرة قرون من نشأة مدرسة القيروان UR - https://shs.cairn.info/--9789973492388?lang=fr&redirect-ssocas=7080 ER -